مقالات

المساكنة أو الشراكة المنزلية

المساكنة أو الشراكة المنزلية

بقلم. أ. / رحاب هاشم

 

المساكنة أو الشراكة المنزلية ليست فقط اتفاق بين طرفين أو أكثر على أن يشتركوا جميعا في العيش بمحل إقامة واحد والمقصود هنا الرجال مع الرجال والنساء مع النساءفهذا أمر طبيعي حلال لا حرمة فيه

 

نظرا للظروف المعيشية الصعبة وغلو الأسعار وإنما انحدر منها المعاشرة (العلاقة الجنسية الحميمية) بين الرجل والمرأة غير المتزوجين على أساس طويل الأمد أو دائم والتي أصبحت شائعة في الدول الغربية وانتقلت إلى الدول العربية

 

ومن المعتقد أن السبب في ذلك هو زيادة اشتراك المرأة ضمن القوة العاملة وارتفاع معدلات الطلاق وكبر السن عند الزواج الأول والإنجاب بل والأخطر أن البعض يرى أن المساكنة حرية شخصية وأنها تعد أمرا يمهد للزواج من حيث أنه نوع من أنواع التفاهم والقبول بين الطرفين في الحياة الزوجية الحميمية ومعرفة كيفية إرضاء كل منهما للآخر ليكون الزواج الموثق بعد ذلك موفقا وناجحا ولتجنب المشاكل مستقبلا ويغفو عنهما أنه لايعلم الغيب إلا الله وأن هذا يعد تجريم ممارسة الجنس دون زواج

‏ ‏فيسمى شرعا (الزنا) وبعيدا عن كون الزواج فضيلة وعفة قال تعالى:(ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون)

 

فالمساكنة بين الرجال والنساء من أخطر دواعي الفتنة والخلوة حيث اشترط أهل العلم لجواز المساكنة بين الأجانب ألا تكون المرافق مشتركة بينهما كالممر والمدخل والحمام والمطبخ ولم يغلق مابينهما من باب كما نراه في بيوت الطلبة والمهندسين في مواقع العمل والمغتربين وبيوت العمال والعاملين خارج البلاد في بعض الوظائف …..إلخ وإلا حرمت المساكنة لأنها حينئذ مظنة الخلوة المحرمة فهذه العلاقة الجنسية التي غلفت مسميتها ب (المساكنة) علاقة مسمومة مضلة للشباب تأبى قيمنا الدينية والأخلاقية عنها ولا تصون حقوق الطرفين وماينتج من علاقتهما من أولاد والهبوط في مستنقع الشهوات وقد سماها الله تعالى بالفاحشة فأعقابها وخيمة في الدنيا والآخرة قال تعالى:(ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا)

 

ولكي نعي شبابنا من ذلك لعدم إفساد منظومة الأسرة والمجتمع حقوقيا وأخلاقيا ودينيا أن هذه الأفكار خطط شيطانية تهدف لهدم العقيدة والأخلاق وتعبث بأمن المجتمعات واستقرارها وعلى الآباء والأمهات بل وأصحاب الرأي والفكر والإعلام والمؤسسات التعليمية الجرأة في طرح دعوات صريحة توجه المجتمع عن مفهوم المساكنة و توضيح المفهوم الصحيح عن الزواج خاصة في سن المراهقة والشباب

 

وأنه قائم على التفاهم الفكري والقبول النفسي بمبادئ التربية الدينية والأخلاق الفضيلة والمعاملة بين الطرفين فالإنسان أفعال لا أقوال واحترام مفهوم الزواج وقدسيته بأن له مسئوليات وحقوق شرعية أوضحها المولى عزوجل وصيانة الكرامة والحقوق ومراعاة الله ولا تؤخذ بعض المفاهيم المغلوطة الخارجة عن الدين وقيم المجتمع الفضيلة وبعض من يقومون بمثل هذه السلوكيات وأنها نوع من انواع التحرر ونتشبه بهؤلاء قدوة لنا

 

وإنما هي سلوكيات مشبوهة محرمة ومن قام بهذا السلوك فهو يعد من كبائر الذنوب وعليه التوبة والاستغفار وعدم الرجوع ومعروف في الشرع وفسره الفقهاء عقوبة المحصن وغير المحصن في ذلك وأن الجنين الذي جاء نتيجة لارتكاب فاحشة الزنا يحرم إجهاضه فإذا خرج من بطن أمه حيا فليس بينه وبين أبيه من الزنا نسب ولا توارث وإنما ينسب إلى أمه ويرث منها وترث منه وذلك للقاعدة الفقهية التي تقول:(المعدوم شرعا كالمعدوم حسا) فانتبهوا لذلك لعدم التستر وراء الأفكار المغلوطة بهدف تيسير الاختيار بدافع الحب والوعد بالزواج .. اللهم احفظ أبناءنا وبناتنا

المساكنة أو الشراكة المنزلية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى